عندما تنتقب الثورة

منذ عدة سنوات والتيار السلفي يكتسح التيار الديني الوسطي ,ليس لأنه يمس جوهر الدين ويقوم خلق الإنسان ولكن للأنه مبارك من الحكومة - معظم أئمة مساجد وزارة الأوقاف ينتمون للتيار السلفي , الإعلام السلفي هو المسيطر على الفضائيات ;قارن بين موقف الحكومة من دعاة السلف والإخوان وعمرو خالد- , ونظرا لأن الشعب المصري منذ سنين فقد حقه راضيا في إعمال العقل فسار وعاءا فارغا تملؤه الحكومة بما تشاء لا يثور ولا يغضب ويعيش حياته متسرطنا بكل أشكال التلوث البيئي وكأن قدره أن يحيا أسير الفشل الكلوي والسرطان وفيروس سي وليس قدره أن يفكر ويعمل عقله ويثور ويعترض ويطالب بحقوقه المسلوبه وهو في كلا الحاتين -صمته أو ثورته- يدفع الثمن غاليا .
في رواية الرائع باولو كويليو الزهير وردت هذه الكلمات على لسان بطل الرواية :
( ما أنا باسف على الأوقات الأليمة , أحمل ندوبي وكأنها ميداليات , أعرف أن ثمن الحرية باهظ أسوة بثمن العبودية , الفرق الوحيد أنك تسدد الثمن بلذة, بابتسامة ,حتى عندما توشحهها الدموع
أما نحن فقد عرفنا دموع المعاناة وضحكات السكر ولم نواجه واقعنا يوما ما

الإعلام السلفي لا يتحدث أبدا عن حرمة المسلم

ألم يقل الرسول،حين نظر يومأ إلى الكعبة : " ما أعظمك وأعظم حرمتك ، ما أطيبك وأطيب ريحك ، ولكن المسلم عند الله أعظم حرمة منك
المسلم المنتهك في المعتقلات المسجون أعواما دون ذنب أو محاكمة,المسمم في المستشفيات بالتيفود , الذي يأكل ويشرب من مياه الصرف الصحي ,الذي يتلقى تعليما أقصد تلقينا وحفظا يطمس ملامحهه ويفسد عقله أليس هذا ما جاء به الإسلام أم نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض

لا يتحدثون أبدا عن طلب الولاية دون استحقاق وكيف يستحقها من صيرتنا سياسته أدنى الأمم , وطالب الولاية مذموم في حديث الرسول
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله :( إنكم ستحرصون على الإمارة وإنها ندامـة يوم القيامــة ) رواه البخاري .
ستحرصون : يوجد من بعضكم حرص على طلبها.
الإمارة : يدخل فيها الولاية العظمى كالخلافة والولاية الصغرى على بعض البلاد.
الفوائد :
1. ذم طلب الولاية وذلك لأمور:
أولاً : لانها ليست من صفات أهل الجنة .قال تعالى : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً .
ثانياً : ندامة يوم القيامة .كما في حديث الباب .ولحديث : إنها خزي وندامة يوم القيامة.
2. خطورة الولاية ، ولذلك امتنع عنها الأكابر قال عمر : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ، قال ذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
3. لا ينبغي للمسلم أن يحرص على الإمارة لما يعقبها من حسرات وتبعــات.
4. الحرص على الولاية هو السبب في اقتتال الناس وسفك الدماء.
5. فضل الزهد في الدنيا وزخرفها ورئاستها.

وحين يتحول الرئيس لأمير المؤمنين وفي أقسى أحكامهم لولي أمر ضل ووجب لنا أن ندعو له لا عليه و أن نتركه جاثما على صدورنا نرجو هدايته حينئذ يصبح الصمت والتواطؤ فضلا نثاب عليهما

العجيب أن السلفية الوهابية قدمت لزبانية الحاكم صكا للغفران حين حصرت الدين في مظاهره و أفرغته من الجوهر الحقيقي وهو الدين المعاملة , فصار ضابط امن الدولة ينكل بالمعتقلين وفي نفس الوقت يصلي ويصوم ويعتمر وكأنه لم يأثم قط .

الأعجب من هذا وذاك أن الحكومة لها وجهة نظر واحدة هي أن غايتها هي سبيلها لاعتناق فكرة والكفر بأخرى ,فهي تبارك التيار السلفي وتمنح القمني جائزة الدولة التشجيعية, تستقبل نتنياهو وتصدر الغاز لإسرائيل وفي نفس الوقت تدين تأجيل التصويت على تقريرا
لقاضى ريتشارد جولدستون الذى عد أول وثيقة دولية شاملة أثبتت ارتكاب إسرائيل لقائمة طويلة من جرائم الحرب أثناء عدوانها الأخير على غزة .

لذا فإن التخبط الذي نحياه وانعدام والوعي والتدهور الأخلاقي يجعلني أتقبل فكرة انتقاب الثورة.





3 comments:

تعليق على ما حدث said...
16 October 2009 at 21:04

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل اتفق معاكي في حاجات واختلف في حاجات

صحيح التيار السلفي في السنوات الاخيرة انتشر بطريقة ملحوظة في مصر وبدأت أرى النقاب والدقون في ازدياد .... وبالذات في محافظات وجه بحري ... وذلك بفضل القنوات الفضائية ومواقع النت والمنتديات السلفية ...

نعم قد يكون مباركا من الحكومة ( في حدود) كتيار موازي للتيار الاخواني ... وبالذات مع ظهور جيل جديد من الاخوان لا يؤمن بالعمل السياسي ... ولكن ايه ياعني ما الحكومة في عهد السادات استخدمت الاخوان للقضاء على الشيوعيين.

ولكن برضه الحكومة مش معاهم على طول والدليل اغلاق قناة الحكمة واغلاق مواقع سلفية زي (انا السلفي) و (صوت السلف) ... وكمان برضه في اعتقالات كتير لشباب سلفي بالرغم من انهم بعيدين تماما عن أي عمل سياسي .... مهما كان هناك خوف ان هذا التيار يخرج من اطار الدعوة في القنوات الفضائية والمساجد ويتحول لإطار تنظيمي يصعب السيطرة عليه.

ولو نظرنا للموضوع بنظرة حكيمة: السلفية هي دعوة سلمية علمية تربوية. وانتشار التيار السلفي يعني انتشار للتدين والاخلاق واصلاح عقيدة المسلم والقضاء على مظاهر الفساد الاجتماعي. ودي حاجة كويسة جدا خصوصا ان في ناس كتير بعد ما سمعت شيوخ افاضل زي محمد حسان و محمد حسين يعقوب و ابو اسحاق الحويني بدأت ترجع للدين والتدين . ممكن يكون نوع من انواع التدين الرخيص بعيد عن أي عمل سياسي أو مطالبة بحرية الرأي أو بأي حق من حقوق هذا الشعب الغلبان ولكن نص العمى ولا العمى كله.

وأنا اظن انه يوما ما سيدخل التيار السلفي في معترك السياسة ولن يظل هكذا الى الأبد. خصوصاً انهم في ازدياد وسيكون لهم صوت مؤثر. وعلى سبيل المثال مثلاً السلفيين في الكويت بيمثلوا تيار سياسي قوي ضد الحكومة. يعني هم مش ضد المشاركة في السياسة بوجه عام ولكن ربما تمنعهم الظروف من ذلك.

وشكراً

رابطة هويتي اسلامية said...
17 October 2009 at 18:46

فى إطار حملة مدونتى عنوانى تستضيف رابطة هويتى إسلامية المدون محمد غالية صاحب مدونة هل تبحث عن السعادة

فى نقاش عام وحوار مفتوح حول موضوع الحملة .

والدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة معنا فى النقاش من أجل الإفادة والإستفادة

نتمني منكم مشاركتنا من أجل تدوين أفضل

تحياتنا

أسرة رابطة هويتي إسلامية

قلم جاف said...
17 May 2010 at 21:13

بمناسبة حديث الإمارة.. من الممكن أن يفسر الحديث بألف طريقة ، والآية القرآنية بألف طريقة..

التفاسير الخاطئة للأحاديث والآيات من قبل بعض المتشددين ، أو الأفهام غير الموفقة من بعض حسني النية ، تحرض آخرين على الطرف الآخر من المسطرة على رفض الأحاديث والآيات معاً بشكل كلي والتعامل معها بـ"غل" لا يتوافق وأبسط أساسيات التفكير المجرد في النص القرآني أو الحديث..

هكذا يصبح لدينا كما قال الإمام الغزالي رحمه الله .. تطرف على الشمال .. وتطرف على اليمين.. ويصبح البحث عن الاعتدال ، وتفهم النصوص بدلاً من إعلان الحرب عليها .. كالبحث عن إبرة صغيرة صدئة في كوم قش..

Back to Home Back to Top my fingerprint. Theme ligneous by pure-essence.net. Bloggerized by Chica Blogger.