ما لم تقله العرافة العجوز


11/09/2008
جريدة الدستور


محروس أحمد

صدقيني يا بنيتي وأغلقي أذنك بعدها فلا كلام بعد ذلك يقال واحفظي كلماتي بداخلك كماسة ثمينة علقيها برقبتك كمفتاح الحياة
ليس لهم أمان.. قاعدة.. لا شواذ لها.. علي الإطلاق» عينا امرأة بيت يحتضن رجل واحد عينا رجل شديدة الاتساع علي
امرأة واحدة
عينا رجل بئر بلا قاع.... صحراء لا تروي ....غيوم خيانة لا تنقشع .....فراش جهنمي يسع أنثي.. واثنتين.. وعشرة.. وأكثر
صغيرتي..
الأنثي لا تنسي أبداً رجلاً توجته ملكاً علي عرش مملكة قلبها تظل ذكراه تلح عليها كمطارق زمنية ثقيلة تهوي بلا رحمة
علي قلبها الإسفنجي فيتفجر الشجن من فتحاته ليغمرها وينغز أطرافها.. فتحكم الغطاء حولها وتنكمش جيداً.. وتزداد أصابعها تمسكاً بكوب الـ «نسكافية»..ترتشف.. وتتذكر.
.صغيرتي..
. الذَّكر يقلِّب النساء في مخيلته كألبوم صور.. تتوالي الواحدة تلوالأخري.
. كل بكلماتها المميزة أو بلدغتها في حرف ما.. بمعلم معين في جسدها.. برائحتها المميزة.. بطعام كانت تحبه.. أو بكلمة كانت تتنهد كلما يسمعها إياها.. يتذكر فيزداد انتشاء.. تزداد ألوانه الطاوووسية توهجا وينتصب عرفه الأحمر.. ثم لا يلبث أن يقارن بينهن.. من الأحسن؟؟ من أحبته أكثر؟؟ ومن منهن استمتع معها أكثرفي الفراش.. لا يخلعه من ذكرياته سوي حركة أنثاه الحالية بجواره.. تفتح عيناها.. تتسع ابتسامته.. «صباح الخير يا حياتي».
صغيرتي....في الخطيئة التاريخية الأكبر واللعنة البشرية العظمي المسماة بالزواج حتي إن لم تكوني تعرفيه قبلها مطلقاً
حتي لو لم يصنع عنكبوت الحب أعشاشه الواهية بين أركان الوهم الذي أسميناه بالقلب فصبغ نفسه بالحمرة رغماً عنا اعتراضاً واعترافاً بالنزيف المستديم..ستبذلين نفسك له.. ستصنعين من شرائح روحك جسرا له.. فلا يبقي عليه طويلاً..
بل يتجاوزه.. ستكونين أماً له ولأولاده.. لأنها طبيعتك.. غريزتك.
.أما هوففي الخطيئة التاريخية الأكبر واللعنة البشرية العظمي المسماة بالزواج حتي وإن عشقك قبلها عشقاً يفوق
التصور.. حتي وإن أوحي إليك أن موازين وجوده ستنقلب وأن مقادير كينونته ستنفجر بغيابك.. سيلتهم بتلذذ قطع الكريز من علي الوجه.. والأجزاء المحلاة من علي الأطراف ثم يفتح صندوق أقنعته الأثيري الذي يداوم علي زيارته وتفقد وتلميع محتوياته.. فيرتدي بالتتابع أقنعة الملل، الفلسفة، الحكمة، الرغبة في التجديد والتغيير، المرض، الاكتئاب والميل إلي العزلة.. ويترك دفة سفينته للرياح تقودها لموانئ جديدة يمرح بها عابثاً.. متمنياً العودة لفطرته بعيداً عن قيدك الذي أرهقه.. فغريزته لن يستطيع الفكاك منها أبداً.. كعازب.
.صغيرتي..تبحثين عن الحب كوسيلة كطريق.. كسبيل لما بعد الحب.. لما هو أرقي من الحب لما تعتقدين أنه جوهر الحب.. عن الحياة عن دوام الدفء.. عن الحنان الأبدي
أما هو فيبحث عن الحب للحب يبحث عنه ليرتشف منه ما ينقصه فيكتمل ولا يعنيه أبداً.. رد الجميل صغيرتي..أعلم تماماً أن كلماتي تلك ستذهب أدراج الرياح.. لتداعب الفراشات قبل أن تصعد لأعلي.
. لتتخذ مكانها بين السحابات.. أعلم أنك ستقعين بنفس الأخطاء أعلم ذلك لأني امرأة مثلك فذلك هو قدرنا يا صغيرتي ....ولكن مالا تعلمينه هو أني كنت رجلاً في زمن سابق.
. حاولت قدر استطاعتي ألا أكون بتلك الصورة البشعة التي أراها عليهم الآن ولكن....صغيرتي....أكبر عيوبك أنك تصدقين كل ما يقال فمن يقول لك لا تصدقي منهم أحداً.. يعني ألا تصدقي غيره و أن تصدقيه.
. بداية العبث ومن يقول لك امنعي نفسك من التعلق بي.. يعني تعلقي بي أكثر وأكثروأن تصدقيه.. العبث ذاته وأن تكوني صدقتي حرفا من كلماتي.. فتلك هي.. قمة العبث

Back to Home Back to Top my fingerprint. Theme ligneous by pure-essence.net. Bloggerized by Chica Blogger.